حقق أرسنال الإنكليزي واحدة من أكبر النتائج في تاريخ مشاركاته في مسابقة دوري ابطال أوروبا لكرة القدم، بعدما ألحق خسارةً مدمّرة بضيفه ريال مدريد الإسباني حامل اللقب 3-0، في ذهاب الدور ربع النهائي.
وقدّم الفريق اللندني اداءً رائعاً ومهيمناً بقيادة لاعب الوسط الدولي ديكلان رايس الذي كسر تعادل الشوط الأول (0-0)، ففتح الطريق امام انتصارٍ سيجعل مهمة الريال شبه مستحيلة في مباراة الإياب الأسبوع المقبل.
ونصّب رايس نفسه نجماً للمباراة ابتداءً من الدقيقة 58 حين هزّ الشباك المدريدية من ركلة حرة رائعة سددها قوسية صاروخية عجز حارس المرمى البلجيكي تيبو كورتوا عن التصدي لها.
وأطل رايس مجدداً وبنفس الطريقة، ليضرب شباك الضيف الاسباني من ركلة حرة أخرى، مانحاً أرسنال الهدف الثاني وأفضلية واضحة لبلوغ نصف النهائي (70)، ليصبح بذلك أول لاعب يسجل هدفين من ركلتين حرتين في مباراة واحدة في الأدوار الإقصائية لدوري الأبطال.
وزاد “المدفعجية” من محن الفريق الملكي بعد لعبة جماعية اختتمها الاسباني ميكيل ميرينو بكرة دقيقة من مشارف منطقة الجزاء، سكنت الزاوية اليمنى لمرمى كورتوا (75) الذي سيخسر فريقه جهود لاعب الوسط الفرنسي ادواردو كامافينغا بسبب طرده اثر نيله الإنذار الثاني في الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدل عن ضائع.
وبهذا الانتصار، سيكون أرسنال أمام فرصة كبيرة لتكرار سيناريو عام 2006 عندما أقصى ريال مدريد في دور الـ 16 (1-0 بمجموع المباراتين)، في طريقه لخوض النهائي الأول والوحيد في تاريخه حيث خسر أمام القطب الآخر في الكرة الاسبانية برشلونة (1-2).
بدوره، عاد إنتر ميلانو الإيطالي من ملعب “أليانتس أرينا” الخاص بمضيفه بايرن ميونيخ الألماني بفوزٍ ثمين 2-1، ليأخذ الأفضلية قبل لقاء الفريقين مجدداً الأربعاء المقبل في ميلانو على ملعب “سان سيرو”.
ولم يكن سقوط البايرن للمرة الأولى على أرضه في المسابقة القارية الأم بعد 22 مباراة (منذ خسارته في ذهاب ربع نهائي موسم 2020-2021 أمام باريس سان جيرمان الفرنسي 2-3)، مفاجئاً، اذ أنه دخل المباراة في ظل معاناته من مجموعة إصابات، أبرزها لنجم الوسط جمال موسيالا، الظهير الأيسر الكندي ألفونسو ديفيس، والمدافعين الفرنسي دايو أوباميكانو والياباني هيروكي إيتو.
كل هذا ساهم بلا شك في تحقيق المدرب سيموني إنزاغي نصراً منتظراً في مواجهة الفريق البافاري الذي تغلب عليه للمرة الأولى في خمس مباريات.
واللافت ان البايرن كان الطرف الأفضل والأخطر في غالبية فترات اللقاء، وخصوصاً في الشوط الأول عندما خلق عدداً كبيراً من الفرص، أهمها لنجمه الانكليزي هاري كاين الذي تلقى كرةً من الجناح الفرنسي مايكل أوليسه، فسددها منفرداً في القائم الأيسر (26).
وعلى عكس مجريات المباراة، فاجأ إنتر مضيفه بهدف التقدّم اثر هجمة مرتدة قادها البرازيلي ماركوس أوغوستو فوصلت الكرة بعدها إلى الفرنسي ماركوس تورام الذي هيأها بطريقة فنية إلى القائد الأرجنتيني لاوتارو مارتينيس القادم من الخلف، والذي حوّلها بلمسة رائعة الى سقف الشباك (38)، مسجلاً هدفه السابع في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، ليصبح بذلك أول لاعب من إنتر يسجل 7 أهداف في البطولة خلال موسم واحد منذ الكاميروني صامويل إيتو (8 أهداف) في موسم 2010-2011.
وانتظر الفريق البافاري حتى الدقائق الخمس الأخيرة ليعادل النتيجة عبر البديل المخضرم توماس مولر، لكن بديل إنتر دافيدي فراتيزي وجّه له الضربة القاضية، ومن هجمة مرتدة أخرى، حين تابع عرضية أوغوستو الى الشباك قبل نهاية الوقت الأصلي للمباراة بدقيقتين.