بياستري يهيمن على سباق الصين ويقود مكلارين إلى فوز مزدوج وسط دراما استبعاد فيراري

قدّم أوسكار بياستري أداءً استثنائياً على حلبة شنغهاي الدولية، التي يبلغ طولها 5.451 كيلومترات وتتضمن 16 منعطفاً، ليحرز انتصاره الثالث في مسيرته في الفورمولا 1. جرى السباق على مدى 56 لفة بإجمالي مسافة تجاوزت 305 كيلومترات، حيث تصدر بياستري معظم مجرياته دون أن يواجه تهديداً حقيقياً، وبذلك أثبت أنّ تعثّره في ملبورن الأسبوع الماضي كان مجرد كبوة عابرة. احتلّ زميله في مكلارين لاندو نوريس المركز الثاني رغم مشكلة في المكابح في المراحل الأخيرة، في وقت حافظ جورج راسل على أداءٍ مستقر من مقود مرسيدس لينال المركز الثالث للسباق الثاني على التوالي.

وشهدت المنافسات أحداثاً درامية تمثلت في استبعاد مفاجئ لكل من لويس هاميلتون وشارل لوكلير وبيير غاسلي بسبب مخالفات تقنية مرتبطة بوزن السيارة ومستوى الاهتراء السفلي. خرجت فيراري من السباق دون نقاط بعد أن أقرّت بوجود تقديرات خاطئة للوزن واستهلاك المكونات؛ إذ تبين أن لوكلير وغاسلي كانا أقل من الحد الأدنى البالغ 800 كجم بفارق كيلوغرام واحد. أما سيارة هاميلتون، فتم ضبطها بمخالفة تتعلق بزيادة مستوى الاستهلاك في الطبقة السفلية، وهي نفس المخالفة التي تعرض لها حين كان مع مرسيدس في الولايات المتحدة العام 2023.

استفاد إستيبان أوكون من تغييرات الترتيب ليتقدم إلى المركز الخامس مسجلاً نقاطه الأولى مع فريق هاس، بينما تمكّن كيمي أنطونيلي مع مرسيدس من تحقيق المركز السادس في أول موسمٍ له مع الفريق. وفي إنجاز ملفت، نجح البريطاني الشاب أوليفر بيرمان في الصعود إلى المركز الثامن بعد اعتماده استراتيجية إطارات بديلة في النصف الثاني من السباق، مستفيداً من سرعة واضحة في اللفات الأخيرة. وفي المقابل، عانى ماكس فيرستابن من تواضع أداء ريد بُل بعض الشيء على هذه الحلبة المعروفة بقدرتها على إبراز مواطن القوة الأيروديناميكية، لكنه حافظ على المركز الرابع بفارق تجاوز 15 ثانية عن بياستري.

ومن الجانب التقني، اختارت مكلارين تنفيذ استراتيجية التوقف لمرة واحدة فقط، وقد بدت هذه الخطة ناجحة خصوصاً مع طبيعة الحلبة التي تسمح بفرص محدودة للتجاوز. وعند خط النهاية، أمّن بياستري فوزاً مقنعاً فيما تمكّن نوريس من إنهاء السباق بفارق 1.3 ثانية فقط أمام راسل على الرغم من القلق الذي شعر به بسبب الفرامل في الدقائق الحاسمة. أما الفيراري، فخرجت خالية الوفاض في يومٍ مخيب، واعدةً بتحسين التقديرات مستقبلاً لتفادي تكرار الأخطاء.

وعلّق بياستري عقب فوزه قائلاً إنّ سيطرته على مجريات السباق جاءت نتيجة جهود الفريق وأداء السيارة الذي فاق توقعاتهم على الإطارات الصلبة. من جهته، وصف نوريس سباقه بالصعب بسبب الحاجة إلى إدارة الإطارات والمكابح، لكنه أكد أنّ زميله الأسترالي استحق الفوز. أما راسل، فأعرب عن رضاه بوصوله إلى منصة التتويج للمرة الثانية توالياً، مشيداً بقدرة مرسيدس على مجاراة وتيرة الفرق المنافسة ولو جزئياً.

تُظهر هذه النتيجة أنّ مكلارين قد تدخل بقوة على المنافسة في بطولة الصانعين، متقدمة بفارق 25 نقطة عن مرسيدس ومتربعةً على مركز مهم قبل الانتقال إلى سباق اليابان. ومع أنّ ريد بُل تبعد عنها بفارق 42 نقطة، تُعزى بعض مخاوف الفريق النمساوي إلى فقدان السرعة في الحلبة الصينية، بينما بدت فيراري أشد تضرراً بعد استبعاد السائقَين.

اختُتم السباق بتسجيل انسحاب وحيد لسيارة أستون مارتن بسبب مشكلة في المكابح لدى فرناندو ألونسو. وفي وقت لم يشهد فيه اليوم حوادث كبيرة، عانت بعض الفرق من اختيارات استراتيجية غير موفقة، كما حدث مع ريسينغ بُل بعد تبنيها توقفين في ظل صعوبة شق طريق العودة في منتصف الترتيب.

تابعوا أحدث أخبار سباقات الفورمولا 1 والمزيد من تغطية الرياضة العالمية حصرياً مع Betway Arabia.