مرة جديدة كانت المملكة العربية السعودية على موعدٍ مع حدثٍ كبير، وذلك من خلال حصولها على شرف استضافة نهائيات كأس العالم 2034.
وصادقت الاتحادات الوطنية الـ 211 المنضوية تحت لواء الاتحاد الدولي على الترشيح المنفرد لملفات استضافة اسبانيا والبرتغال والمغرب لمونديال 2030، والسعودية لمونديال 2034، وذلك خلال الجمعية التي شهدت إعلان رئيس “الفيفا” السويسري جاني إنفانتينو عن هوية الفائزين.
وقال وزير الرياضة السعودي الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، في خطاب بعد اختيار بلاده لهذه الاستضافة بمشاركة 48 منتخباً يحتضنهم 15 ملعباً في 5 مدن هي الرياض، جدة، الخبر، أبها، ونيوم: “حرصنا أن يكون الملف نوعياً وفق أعلى المعايير العالمية. ندعوكم لزيارة بلدنا. والتعرف على أهم قصة نجاح في القرن الـ 21”.
وتابع ان السعودية حصلت على “دعم أكثر من 150 دولة معلنة أو بخطاب رسمي من أصل 211 وهذا الشيء يدل على أن ملفنا كان مقنعاً”.
ومن المقرر أنّ تضم الرياض 8 ملاعب من اصل 15 ملعباً مرشحاً لاستضافة مباريات البطولة، بحيث ستكون السعودية أول بلد يستضيف منفرداً كأس العالم بمشاركة 48 منتخباً.
لكن راهناً لا تملك المملكة الخليجية سوى اثنين من الملاعب الـ 15 بسعة لا تقلّ عن 40 ألف متفرج، مطلوبة لاستيعاب المنتخبات المتأهلة.
ورغم ذلك حصل الملف على معدل تقييم 4.2 من أصل 5، وهو أعلى من تقييم الملف المشترك للولايات المتحدة وكندا والمكسيك لاستضافة كأس العالم 2026.
وكانت السعودية، التي تعمل باجتهادٍ كبير ومميّز على المستوى الرياضي العالمي الرياضة، مرشحة وحيدة بعد احجام أستراليا وإندونيسيا وتراجع الطموحات الكروية للصين.
لكن بالتأكيد هناك مجموعة من التحديات التي تنتظرها لاستضافة بطولةٍ مثالية خالية من الشوائب، اذ قد يلعب الصيف الحار دوره بنقل النهائيات إلى الشتاء أو الخريف، على غرار ما حصل عندما استضافت قطر كأس العالم 2022، لكن يفترض أيضاً اخذ الاعتبار بحلول شهر رمضان الذي قد يتزامن مع إقامة البطولة.
بطبيعة الحال، المشهد العام كان رائعاً في المملكة الخليجية، اذ احتفل السعوديون على وقع إطلاق ألعاب نارية مبهجة أنارت ليل الرياض وعروض طائرات مسيّرة رسمت صورة لكأس العالم، فتجمّع المئات منهم في وسط العاصمة ملوّحين بأعلام بلادهم للاحتفال بفوزها بحق استضافة كأس العالم 2034.
وبحسب ما نقلته وسائل اعلام عالمية وعربية مختلفة، لم يمنع البرد القارس الأسر السعودية من النزول للشارع والاحتفال بهذه اللحظة التي وصفها كثيرون بـ “التاريخية”.
وشكّلت مئات المسيرات خريطة السعودية وخريطة العالم وكأس العالم وكرة قدم عملاقة، وكتبت “الرياض مستعدين؟”. كما رسمت الألعاب النارية أقواساً منيرة حول محطة المترو الرئيسية بالعاصمة والتي افتتحت مطلع الشهر الجاري، وسط تصفيق وصيحات الحضور.
ولفت ما كُتب على الواجهة الزجاجية لبرجٍ شاهق زُيّن باللون الأخضر وبعبارة “أهلاً بالعالم 2034”.
ومما لا شك فيه ان تنظيم العرس الكروي الكبير سيمنح الفرصة للسعوديين المعروفين بشغفهم الكبير بكرة القدم، لمتابعة أعلى مستوى للعبة في ديارهم، وهم الذين استقطبت انديتهم الكبرى مجموعةً من النجوم العالميين الذين جذبوا الأنظار الى الدوري السعودي، بحيث بات من اهم البطولات الوطنية في العالم، وجعل العديد من النجوم يتمنون الانتقال اليه بعدما كان الهدف الرئيس بالنسبة اليهم هو اللعب مع الأندية الأوروبية الشهيرة.
وينتظر ان تستعين السعودية بعددٍ منهم كسفراء للمونديال الذي وعد المسؤولون في المملكة بأن يكون الأفضل على الاطلاق بحيث يتوقّع صرف ميزانية قياسية لتنظيمه.