أبرم نادي مانشستر سيتي صفقة بقيمة 55 مليون يورو مع نادي إيه سي ميلان لضم الدولي الهولندي تيجياني رايجندرز، البالغ من العمر 26 عامًا، في انتظار انتهاء الفحص الطبي. وقع رايجندرز عقدًا يمتد لخمس سنوات في ملعب الاتحاد، بعدما حقق موسمه الأكثر تألقًا على الإطلاق حيث سجّل 15 هدفًا وصنع سبع تمريرات حاسمة في 54 مباريات مع “الروسونيري”. قد يرتفع إجمالي قيمة الصفقة إلى ما يقارب 60 مليون يورو عند تفعيل بنود تحفيزية ترتبط بمشاركة الفريق في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا وحصد الألقاب المحلية.
يأتي انضمام رايجندرز في وقت وضعت فيه إصابة ماتيو كوفاسيتش بفتق وتر العرقوب حداً لمشاركته في كأس العالم للأندية الذي ينطلق في 14 يونيو 2025 بالولايات المتحدة، بينما يتوقع ألا يلعب كيفن دي بروين في البطولة بسبب اقترابه من الانتقال إلى نابولي. وفي الموسم الماضي، بلغ متوسط نسبة استحواذ سيتي 64 في المئة وشهد الفريق معدّلاً تهديفيًا بلغ 2.45 هدفًا في المباراة الواحدة عندما شارك كل من كوفاسيتش ودي بروين، وهو ما سينخفض بلا شك في غيابهما. لذا، كان لزامًا على المدرب بيب غوارديولا أن يعوّض هذا الفراغ، فاختار رايجندرز لقدرته على التوازن بين الأدوار الدفاعية والهجومية. فقد قدّم في ميلان متوسط 2.3 تدخلات احتساب الكرة في الدقيقة و1.1 اعتراضات في المباراة الواحدة، إلى جانب تسجيله هدفًا كل 3.6 مواجهة.
نشأ رايجندرز في أكاديمية PEC Zwolle وتم تصعيده للفريق الأول عام 2018، حيث شارك في 29 مباراة مساعِدًا النادي على تجنّب الهبوط. وبعد ذلك بعامين، ضمه نادي ألكمار مقابل نحو 2.5 مليون يورو، وامتدّ تميّزه على مدى ثلاثة مواسم خاض خلالها 97 مباراة في الدوري، حيث سجّل 14 هدفًا ووزّع 12 تمريرة حاسمة. في موسم 2022–23، ساهمت ثمانية أهداف وسبع تمريرات حاسمة له في 34 مباراة في تحقيق 44 في المئة من مجمل أهداف ألكمار لذلك العام. وسجّل في تلك الفترة 3.5 مراوغات تقدمية لكل 90 دقيقة، وبلغت نسبة تمريراته الصحيحة تحت الضغط 87 في المئة، مما ساهم في استدعائه للمنتخب الهولندي للمشاركة في دوري الأمم الأوروبية.
في صيف 2024، انتقل رايجندرز إلى إيه سي ميلان مقابل 18 مليون يورو، وهي أكبر صفقة توقيع ميلانية آنذاك للاعب وسط. رغم أن موسم 2024–25 انتهى بميلان يحتل المركز الثامن ومعدل xG بلغ 1.1 لكل مباراة، فقد تألّق رايجندرز وسجل 15 هدفًا وأهدى سبع تمريرات حاسمة. خلق متوسط 14 فرصة تسديد لكل مباراة من تجاوزه للخطوط الدفاعية، وأكمل 2.8 مراوغات لكل 90 دقيقة بنسبة نجاح 60 في المئة، وحافظ على معدل تمريرات صحيحة تحت الضغط بلغ 78 في المئة. جاءت تلك الإحصاءات لتمكنه من الفوز بلقب “أفضل لاعب وسط في الدوري الإيطالي” رغم أن فريقه لم يضمن التأهل إلى أوروبا.
ارتبط اختيار غوارديولا لرايجندرز بقدرته على تنفيذ الضغط العالي وإيصال الكرة بفعالية إلى الثلث الهجومي. في ميلان، سجل 4.1 تمريرات تقدمية لكل 90 دقيقة، وهو رقم يقترب من 45 في المئة من إجمالي التمريرات التقدمية التي حققها متوسط لاعبي وسط سيتي الموسم الماضي. كما قطع مسافة 11.5 كيلومتر في المباراة الواحدة ونجح في استعادة الكرة 1.9 مرة في كل 90 دقيقة، وهي مؤشرات تتماشى بدقة مع فلسفة الضغط العالي التي يتبعها سيتي. يبلغ طوله 1.86 مترًا، وقد ربح 1.7 كرة أجوائية في المتوسط لكل مواجهة، مما يجعله إضافة قوية عند الكرات الثابتة والتمريرات الطويلة.
عندما عاد رودري من إصابة متأخرًا في موسم 2024–25 ولعب 12 مباراة فقط، ظفر رايجندرز بفرصة الانضمام إلى التشكيلة كركيزة مزدوجة في خط الوسط، أو التقدم داخل الملعب بدور لاعب “8” Box-to-Box. انخفض معدّل تهديف سيتي إلى 2.25 هدفًا في المباراة عندما غاب دي بروين، لذا فإن إضافة رايجندرز التي بلغت مساهمته في الأهداف 0.28 لكل 90 دقيقة تُعوّض هذا النقص وتحافظ على معدل الفريق التهديفي. علاوة على ذلك، انفرد بمعدل 2.6 تمريرات للوصول إلى الثلث الأخير لكل 90 دقيقة، ما يتماشى بسلاسة مع أسلوب سيتي في بناء اللعب الذي يعتمد على التوزيع السريع والتحولات السلسة.
على الصعيد المالي، يمثل مبلغ 55 مليون يورو الأساس، مع احتمال زيادته إلى 60 مليونًا عبر الحوافز، أكبر صفقة بيع لميلان منذ انتقال ساندرو تونالي إلى نيوكاسل مقابل 70 مليون يورو في 2023. ساهم رايجندرز بمعدل 22.3 في المئة من التحركات الهجومية لفريقه وشارك في 44 في المئة من أهداف ميلان الموسم الماضي، ما يجعل استبداله تحدّيًا كبيرًا. مع ذلك، ستمكن هذه العائدات إدارة ميلان من ضبط ميزانيتها لضم لاعب وسط Box-to-Box بقيمة 18 مليونًا ودعمه بلاعب متخصص في وسط الملعب الدفاعي مقابل 25 مليونًا. وإلى جانب ذلك، سيخفّض رحيله راتبًا يقدر بنحو 4.5 مليون يورو سنويًا، مما يُحسن وضع النادي أمام قواعد اللعب المالي النظيف.
بمجرد اجتيازه الفحص الطبي، سيتوجه رايجندرز إلى مركز تدريبات سيتي في كارينغتون للانضمام إلى رودري وإلكاي جوندوجان. من المرجح أن يخوض أول مباراة له في كأس العالم للأندية، حيث يطمح سيتي إلى أن يصبح ثاني نادٍ إنجليزي—بعد ليفربول في 2019—يحصد هذا اللقب العالمي. في حال توّج بلقب بطولة العالم للأندية، ستتضاعف إنجازاته إلى 16 لقبًا مع سيتي خلال خمس سنوات، وهو معدل تتويج بالبطولات كل أربعة أشهر تقريبًا.
على المدى الطويل، ستُمكّن مؤشرات رايجندرز الثابتة—2.6 تمريرات تقدمية و2.3 تدخلات و1.1 اعتراض لكل 90 دقيقة—مُزجًا مع قدرته على قطع 11.5 كيلومتر و2.1 انطلاقة سريعة لكل 90 دقيقة، غوارديولا من تدوير تشكيلة مكوّنة من 58 إلى 60 مباراة في الموسم. سيساعد ذلك في تعزيز فرص الفريق في تحقيق الثلاثية المحلية والمنافسة بقوة على لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة في تاريخه.
أما ميلان، فسيواجه صعوبة في تعويض نسبة 22.3 في المئة التي شكّلها رايجندرز من تحركاته الهجومية و44 في المئة من أهدافه الموسم الماضي. حتى مع إعادة استثمار هذه الأموال، قد يستغرق الأمر وقتًا لتجنيد لاعب يماثل مواصفات رايجندرز
للمزيد من التحليلات الحصرية وآخر أخبار الانتقالات، تابعوا أخبار Betway Arabia الرياضية.