هاتريك إيبيري إيزى أمام توتنهام يغيّر مساره في أرسنال إلى الأبد

أثبت إيبيري إيزى أن الموهبة وحدها لا تكفي، وأن اللحظات الكبرى هي التي تكتب التاريخ. ففي ديربي شمال لندن، قدّم الدولي الإنجليزي أفضل عرض له منذ وصوله إلى أرسنال، مسجلاً هاتريك ساحرًا في الفوز العريض على توتنهام 4-1، ليضع بصمته في مباراة تُعد من أكثر المواجهات حساسية في كرة القدم الإنجليزية.

على الرغم من أن جماهير الدوري الإنجليزي تعرف مهارته منذ أيامه في كريستال بالاس، إلا أن هذا الأداء حمل وزنًا مختلفًا تمامًا. فهذه هي المرة الأولى منذ عام 1978 التي يسجل فيها لاعب ثلاثية في ديربي أرسنال وتوتنهام، وقد فعلها إيزى بأسلوب بدا وكأنه طبيعي بالنسبة له؛ سيطرة كاملة، تحركات ذكية، ولمسات ساحرة على قدميه اليمنى واليسرى.

جاء انضمامه إلى أرسنال بهدف فتح المساحات أمام الفرق المتكتلة دفاعيًا، وهو الدور الذي نفّذه بأكمل صورة أمام توتنهام. كان يتحرك بثقة لاعب يعرف أن المباراة ملكه. قدرته على تغيير الإيقاع، وكسر الخطوط، وصناعة الزخم الهجومي جعلته اللاعب الأبرز في الأمسية بلا منازع.

لحظات من هذا النوع تُغيّر نظرة الجماهير. كما تغيّر إحساس اللاعب تجاه نفسه. فبدايةً من المباراة المقبلة، سواء في دوري الأبطال أمام بايرن ميونيخ أو في الدوري أمام تشيلسي، سيدخل إيزى إلى الملعب وهو يشعر أن المدرجات تقف خلفه بالكامل. سيطالب الجمهور بالكرة عندما يلمسها، وسيستقبل إيزى كل تمريرة بثقة لاعب يعرف قيمته الجديدة داخل الفريق.

قصته أيضًا تجعل الإنجاز أكثر تأثيرًا. لقد شق طريقه بصعوبة ليعود إلى أرسنال في عمر 27 عامًا، بعدما تم الاستغناء عنه من أكاديمية النادي عندما كان في الثالثة عشرة. هذا الماضي يمنحه بُعدًا إنسانيًا يقدّره المشجعون، ويمنح شخصيته تواضعًا استثنائيًا.

ميكيل أرتيتا سيجد الآن نفسه أمام معادلة فنية جديدة: كيف يمكن الجمع بين إيزى ومارتن أوديغارد، وكلاهما قادر على أداء دور صانع اللعب المثالي؟ هي معضلة مدرب كبير، لكنها في الحقيقة رفاهية. فامتلاك صانعين من هذا الطراز يمنح أرسنال قوة إبداعية لا يتوفر لها مثيل في الدوري.

هاتريك الديربي لا يُنسى. بالنسبة لإيزى، كان هذا هو اليوم الذي تغيّر فيه كل شيء، واليوم الذي أدرك فيه الجميع أن أرسنال وجد اللاعب الذي يصنع الفارق في المباريات الأكبر.

تابع أحدث أخبار الرياضة وتحليلاتها عبر Betway Arabia.