دجوكوفيتش يوقف مسيرة نورري ويتأهل إلى ربع نهائي رولان غاروس

واصل نوفاك دجوكوفيتش تألقه في بطولة فرنسا المفتوحة بفوزه المريح على البريطاني كاميرون نورري بنتيجة 6-2، 6-3، 6-2 في دور الستة عشر. ويطمح دجوكوفيتش، البالغ من العمر 38 عاماً، لإحراز لقبه الخامس والعشرين في البطولات الكبرى، محطمًا الرقم القياسي لعدد الألقاب الفردية الذي كانت تملكه مارغريت كورت. يأتي هذا الفوز ليكون الانتصار الـ92 لدجوكوفيتش في رولان غاروس، حيث سبق له أن تُوّج باللقب ثلاث مرات (2016، 2021، 2023)، كما بلغ ربع النهائي في سبع من آخر ثماني مشاركاتٍ له في البطولة.

من جانبه، دخل نورري (المصنف رقم 81 عالمياً) التاريخ بمفاجأته للدانييل ميدفيديف المصنّف الحادي عشر في الجولة الأولى، عندما حسم مباراة خماسية المجموعات بنتيجة 7-5 في المجموعة الخامسة. كان ذلك أول انتصار لنورري على لاعب من المصنفين ضمن العشرة الأوائل منذ وصوله إلى المركز العاشر في العالم بداية عام 2022. تلا ذلك انتصاره على الأرجنتيني فيديريكو غوميز والاسكتلندي جاكوب فيرنلي، ما رفع رصيده إلى ست انتصارات متتالية على الملاعب الترابية هذا الموسم. لكن مواجهة ثلاثي الألقاب في بطولة فرنسا كانت تحدياً من طرازٍ مختلف، إذ تمكن دجوكوفيتش من استعادة زمام المبادرة سريعاً في المجموعة الثانية، رغم تقدّم نورري 2-1 بعد كسر إرسال الصربي.

افتتح دجوكوفيتش اللقاء بالسيطرة على أرض الملعب، مسجلاً نسبة نجاح في الإرسال الأول بلغت 80 بالمئة، إذ فاز في 21 من أصل 27 نقطة على إرسالاته الأولى، وكسر إرسال نورري في الشوط الثالث. ويُلحظ أن لسجلات دجوكوفيتش في رولان غاروس أهمية كبرى؛ إذ يمتلك 23-3 في المباريات التي يبدأ فيها بكسر إرسال، الأمر الذي يبرهن على حسمه الكثير من اللقاءات من بدايتها. وعلى الرغم من توقف اللعب لتلقي دجوكوفيتش علاج فقاعات في القدم، عاد بقوة ليظفر بالمجموعة الثانية 6-3 بعد تحويله نقطتي كسر من أصل ثلاث فرص، حيث كان مستوى إرسال نورري قد انخفض إلى أقل من 60 بالمئة.

في المجموعة الثالثة، استحوذ دجوكوفيتش على المباراة بالكامل بعد كسر مبكر، محرزاً سلسلة من خمسة أشواط متتالية. وبفضل دفاعه الصلب من الخط الخلفي، تمكن من إنقاذ جميع فرص كسر الإرسال التي واجهته طوال اللقاء، وأنهى اللقاء بصافي 35 ضربة حاسمة مقابل 14 خطأً غير قسري، وهو ما يعادل نسبة تقارب 3:1 بين المخاطرة والخطأ. رفع هذا الفوز رصيد دجوكوفيتش إلى 6-0 في مواجهاته مع نورري، بعدما حسم لهم جميع اللقاءات السابقة، آخرها كان فوزه بنتيجة (6-3، 6-4) في نصف نهائي دورة جنيف قبل عشرة أيام. وبشكلٍ عام، بلغت نسبة انتصارات دجوكوفيتش على الملاعب الترابية 85 بالمئة من مجموع مبارياته عندما يشارك في رولان غاروس بعد فوزه بلقب على الملاعب الترابية خلال الموسم؛ فنجمه هذا العام ارتقى إلى الفوز بلقب مونتي كارلو، الذي يعدّ تتويجه الترابي الثمانين في مسيرته.

أقر نورري بأن مواجهة دجوكوفيتش تستوجب مستويات عليا من التركيز، معتبراً أنّه كان “مستواه منخفضاً في بعض اللحظات” خصوصاً عندما سنحت له فرصة حسم المجموعة الثانية، حيث أنقذ دجوكوفيتش ثلاث فرص لكسره. على الرغم من أن نسبة نجاح إرساله الأول وصلت إلى 62 بالمئة، أدّت تسديداته إلى تسجيل تسع ضربات ساحقة، وفاز بـ76 بالمئة من نقاط الإرسال الثاني. بيد أن أداء دجوكوفيتش في الاستقبال، الذي بلغ 44 بالمئة من مجمل نقاط الاستقبال، شكّل الفارق. حيث حسم نقطة الانتصار بحسمه الفرص الحاسمة، ما يفسر اجتماع خبرته وحنكته الاستثنائية على الملاعب الصلبة والموترى الحمراء.

سيواجه دجوكوفيتش في ربع النهائي المصنف ثالثاً ألكسندر زفيريف، اللاعب الألماني الذي هزمه في نصف نهائي بطولة أستراليا المفتوحة في يناير الماضي، قبل أن يحرز الزفيريف لقبه الأول في البطولات الكبرى. يجدر بالذكر أن زفيريف يمتلك سجل 5-2 في ربع نهائيات البطولات الكبرى منذ عام 2023، من بينها الوصول إلى المباراة النهائية في هذه البطولة عام 2024. وإذا نجح دجوكوفيتش في بناء سجل الانتصارات أمام زفيريف إلى 4-1 في مواجهاتهما من خمس مجموعات، فسيرفع رصيده إلى 95 فوزاً في رولان غاروس، مما يعزز مكانته كأكثر اللاعبين فتكاً على الملاعب الترابية.

بالرغم من الخسارة، يغادر نورري باريس وهو أكثر ثقة بمستواه. بعد تعرضه للتراجع إلى المركز 114 عالمياً مطلع الموسم بسبب إصابات، حقق هذا العام 22 فوزاً على مستوى البطولات بعيداً عن أرضه، وهو أفضل أداء له منذ عام 2022 عندما أنهى الموسم في المركز التاسع. إن لعبه 20 مباراة على الملاعب الترابية هذا الموسم، وهو من أعلى المعدلات بين اللاعبين، ساعده على استعادة لياقته وثقته ببدء موسم الملاعب العشبية في المملكة المتحدة في موقع متقدم، إذ من المتوقع أن يعود إلى المراكز الستين الأولى عالميًا. قال نورري: “الطريقة الوحيدة لتعزيز الثقة هي باللعب وتجاوز مباريات صعبة”، مؤكداً أنّ الساعات الخمس وثلاثة وأربعين دقيقة التي قضاها على الملاعب في باريس ستكون بذرة قوية لموسم العشب.

تابعوا تغطية بيتواي أرابيا للأخبار الرياضية لمزيد من التحديثات والتحليلات حول عالم التنس.