يحلّ ليفربول متصدر الدوري الانكليزي الممتاز ضيفاً على غريمه القديم مانشستر يونايتد على ملعبه “أولد ترافورد”، في ما يسميه البعض “كلاسيكو إنكلترا”، والبعض الآخر يعطيه عنوان “دربي الشمال، بينما يركّز اكثر المتابعين على العداوة التاريخية التي اعطت طابعاً خاصاً لهذه المواجهة انطلاقاً من العلاقة المتوترة دائماً بين جماهير الفريقين، والتي تصل إلى حدّ الكراهية والعداء الشديدين.
سرّ الخلاف والكره الشديد بين الناديين العريقين يعود الى الخلاف الاصلي بين المدينتين اللتين خرج منهما الفريق. ففي القرن التاسع عشر، كانت مدينة ليفربول مزدهرة بسبب ميناءها البحري الشهير، بينما كانت مدينة مانشستر التي لا تبعد عنها إلا 30 ميلاً مزدهرة صناعياً، وخاصة لناحية الصناعات القطنية، وقد استقطبت المواد الخام لاتمام صناعاتها عبر المدينة المتمتعة بوجود الميناء والقريبة منها.
لذا قرر أهالي مانشستر شق قناة مائية ترسو فيها السفن التجارية في المدينة، عوضاً عن الذهاب إلى ميناء ليفربول، وقد افتتحت في عام 1894، قناة مانشستر المائية، وبدأت السفن ترسو فيها، ما سبب خسائر اقتصادية لمدينة الجوار ليفربول، وارتفعت معدلات الفقر والبطالة فيها، لتبدأ حالة من العداء التاريخي بين المدينتين.
وهذا العداء التجاري انتقل بعدها إلى كرة القدم، حيث بدأ فريقا مانشستر يونايتد وليفربول يتنافسان على زعامة عرش الكرة الإنكليزية وتالياً الأوروبية، وقد حفلت فترة الستينيات بحدّة المنافسة بينهما، وذلك وسط فوز “الشياطين الحمر” بكأس أوروبا عام 1968، ليردّ “الحمر” (نسبةً الى الوان لباس ليفربول) بفرض قوتهم بين مطلع السبعينيات ومطلع التسعينيات باحرازهم 11 لقباً في بطولة الدوري دوري و4 كؤوس أوروبية.
لكن مع بداية التسعينيات عاد اليونايتد ليكون الاقوى تحت قيادة “السير” الأسكتلندي اليكس فيرغسون، الذي حمل الفريق إلى كل الالقاب الكبرى، وامتدت سيطرته الى القارة فصار افضل فرق العالم.
حالياً، ينعت مشجعو الفريقين بعضهم البعض بـ “العدو”، ويحاول كل منهما إثبات أن فريقه هو الأعظم في تاريخ الكرة الإنكليزية، وهما فعلاً كذلك، إذ حصد المان يونايتد 20 لقباً، بينما في حصيلة “الريدز” 18 لقباً، كأكثر الأندية تتويجاً على الساحة الانكليزية.
بطبيعة الحال، شهدت الاعوام الأخيرة تراجعاً في أداء مانشستر يونايتد الذي أصبح بعيداً عن المنافسة وتعاقب المدربون عليه لكنهم فشلوا في تعويض رحيل “السير” فيرغسون، وذلك في الوقت الذي استطاع فيه الألماني يورغن كلوب النهوض بمستوى ليفربول واعادته بعد غيابٍ طويل الى قمّة انكلترا والفوز بدوري أبطال أوروبا وبكأس العالم للأندية، وهو الذي وضعه على رأس الترتيب حالياً، فهل تعود الكأس الفضية المزيّنة بالتاج الذهبي الى ” انفيلد رود ” قبل ان يودّع كلوب ملعبه المفضّل أم ستقتل كراهية مانشستر يونايتد أحلام العدو الأزلي؟
إذا كنت من الأردن وترغب في المراهنة على المباراة الكبيرة التي تجمع بين ليفربول ومانشستر يونايتد، والتي تعتبر “كلاسيكو إنجلترا” أو “ديربي الشمال”، فإن بيتواي هو موقع المراهنة الأول عبر الإنترنت.