مُني ريال مدريد بخسارة مفاجئة 2-1 على ملعبه أمام فالنسيا، مما وجه ضربة قوية لآماله في سباق لقب الدوري الإسباني. وعقب اللقاء، بدا المدرب كارلو أنشيلوتي محبطًا، حيث اعترف بأن المنافسة على اللقب باتت مهمة بالغة الصعوبة. ودعا المدرب الإيطالي فريقه إلى استعادة التركيز سريعًا قبل المواجهة المرتقبة ضد آرسنال في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
في ملعب سانتياغو برنابيو، نجح فالنسيا في مفاجأة أصحاب الأرض محققًا فوزه الأول خارج أرضه هذا الموسم، وذلك بفضل التألق اللافت للحارس الجورجي جيورجي مامارداشفيلي. حارس فالنسيا تصدى لركلة جزاء نفذها فينيسيوس جونيور، حارمًا ريال مدريد من هدف التعادل المنشود. وأهدر الريال عدة فرص سانحة للتسجيل رغم ضغطه المستمر، وهو ما أبدى أنشيلوتي أسفه عليه بعد المباراة.
هذه الهزيمة جمدت رصيد ريال مدريد عند 63 نقطة بعد 30 جولة، ليبقى في المركز الثاني بفارق متزايد خلف برشلونة المتصدر. ويملك برشلونة 66 نقطة مع مباراة مؤجلة في جعبته، ما يعني أن الفارق مرشح للاتساع أكثر في الجولات المقبلة. ولم يتبقَ سوى ثماني مباريات على نهاية الموسم، مما يجعل مهمة الفريق الملكي في استعادة الصدارة غاية في الصعوبة. حقق ريال مدريد حتى الآن 19 انتصارًا مقابل 6 تعادلات و5 هزائم، مسجلًا 63 هدفًا واهتزت شباكه 31 مرة. ورغم أن هذا السجل قوي، إلا أنه يتضاءل أمام القوة الهجومية لبرشلونة الذي أحرز 82 هدفًا هذا الموسم، مما يبرز الفارق في المستوى بين الفريقين في سباق اللقب.
بعد المباراة، لم يُخفِ أنشيلوتي واقع الموقف الصعب. فقد أقرّ بأن حظوظ ريال مدريد في اللقب أصبحت ضئيلة جدًا، وقال في المؤتمر الصحفي: “لقد فقدنا إمكانية القتال على الدوري بالقوة المطلوبة، لكن نهائي الكأس أمام برشلونة ومواجهة آرسنال ستكون مختلفة”. وشدّد أنشيلوتي على أن هذه الانتكاسة المحلية يجب ألا تؤثر على سعي الفريق في المسابقات الأخرى، مؤكدًا أن لاعبيه سيواصلون القتال حتى النهاية في الليغا رغم كل شيء. ووصف المدرب الهزيمة أمام فالنسيا بأنها “غير مستحقة” وجاءت بسبب تفاصيل صغيرة، مشيدًا بروح لاعبيه وعدم تقصيرهم.
تاريخيًا، يُدرك ريال مدريد أن التفريط في النقاط في الأمتار الأخيرة قد كلفه ألقابًا من قبل. ففي موسم 2015–2016، أنهى الفريق البطولة وفي جعبته 90 نقطة ومع ذلك خسر لقب الليغا بفارق نقطة واحدة لصالح برشلونة، رغم تحقيقه سلسلة انتصارات مذهلة في آخر 12 مباراة. وعلى الجانب الآخر، يتذكر أنصار الميرينغي موسم 2006–2007 حين قلب ريال مدريد تأخره في الربيع وانتزع اللقب في الأمتار الأخيرة، منهيًا الموسم متساويًا مع برشلونة في النقاط ومتقدمًا عليه بفضل المواجهات المباشرة. هذا المثال الأخير يلهم الفريق بقدرة العودة، لكن أنشيلوتي يعلم أن مصير الدوري ليس بيد ريال مدريد الآن ويتطلب تعثرًا من المنافس المباشر بالإضافة إلى أداء مثالي من فريقه فيما تبقى من مباريات.
مع تضاؤل آمال الدوري، بات التركيز منصبًا على التحديات الخارجية. تنتظر ريال مدريد مواجهة حاسمة الأسبوع المقبل حين يحل ضيفًا على آرسنال في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا. وشدد أنشيلوتي على ضرورة طي صفحة التعثر سريعًا والتركيز على موقعة الثلاثاء أمام آرسنال، معتبرًا أن بطولة دوري الأبطال تمثل هدفًا أساسيًا لإنقاذ الموسم. ويخوض الريال هذا اللقاء بصفته حامل لقب دوري الأبطال، في مواجهة فريق آرسنال الذي يعيش بدوره فترة مميزة. الجدير بالذكر أن آخر لقاء جمع الفريقين في دوري الأبطال يعود إلى عام 2006 عندما تفوق آرسنال على ريال مدريد في دور الـ16 بنتيجة 1-0 بمجموع المباراتين.
على صعيد التشكيلة، يواجه أنشيلوتي تحديًا في مركز حراسة المرمى قبل لقاء آرسنال. فقد اضطر لإشراك الحارس الشاب (19 عامًا) فران غونزاليس أساسيًا أمام فالنسيا بسبب إصابة كل من الحارس الأساسي تيبو كورتوا وبديله الأوكراني أندريه لونين. ورغم عودة كورتوا إلى التدريبات بشكل جزئي، يبقى موقفه غير واضح للمشاركة الأوروبية. يأمل أنشيلوتي تعافي أحد حارسيه الأساسيين قبل مباراة الثلاثاء، لكنه في الوقت نفسه مستعد للدفع بالحارس الشاب مجددًا إذا اقتضت الضرورة.
وفي ختام تصريحاته، أكد أنشيلوتي أن فريقه بحاجة إلى استجماع قواه سريعًا وتقديم ردة فعل إيجابية. ستكون مباراة آرسنال اختبارًا حقيقيًا لطموحات ريال مدريد الأوروبية هذا الموسم، وفرصة لاستعادة الثقة قبل الأمتار الأخيرة من السباق المحلي.
تابعوا آخر الأخبار الرياضية عبر Betway Arabia للبقاء على اطلاع دائم بأحدث المستجدات في عالم الكرة.