أخيراً وبعد 25عاماً عجزت خلالها عن تحقيق أي فوزٍ في مواجهاتهما، تمكنت البرتغال من التغلب على المانيا 2-1 في ميونيخ لتبلغ نهائي دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم، للمرة الثانية في تاريخها من اصل أربع نسخٍ شاركت فيها.
البرتغال، بطلة النسخة الأولى عام 2019، وجدت نفسها متأخرة بهدف فلوريان فيرتس (48)، لكنها ردّت عبر البديل فرانسيسكو كونسيساو (63) قبل أن يضيف النجم كريستيانو رونالدو الثاني (68)، لينقل بلاده الى النهائي الذي سيقام الأحد المقبل في ميونيخ أيضاً، حيث ستتواجه مع الفائز من مباراة فرنسا بطلة النسخة الثانية 2021، وإسبانيا بطلة النسخة الاخيرة العام الماضي، اللتين تلتقيان مساء اليوم الخميس في شتوتغارت.
وحققت البرتغال فوزها الأول على ألمانيا منذ عام 2000، والأول عليها على أرضها منذ عام 1985 (1-0 في تصفيات كأس العالم)، والأول لرونالدو الذي لم يسبق له تحقيق أي انتصار بمواجهة الألمان حيث تذوّق طعم الخسارة خمس مرات.
ويأمل "سيليساو أوروبا" التتويج باللقب للمرة الثانية بعدما فعلها في النسخة الأولى عام 2019 في بلاده إثر الفوز على هولندا 1-0 في المباراة النهائية.
لكن ومع انطلاقها بدت البرتغال المتسلّحة بتشكيلتها الأساسية بأربعة لاعبين متوّجين بلقب دوري أبطال أوروبا مع باريس سان جيرمان الفرنسي السبت الماضي، أفضل من أصحاب الأرض الذين افتتحوا الشوط الثاني بأفضل شكلٍ ممكن عندما ترجموا اول فرصةٍ لهم إلى هدف أول عبر فيرتس برأسية من مسافة قريبة إثر تمريرة من القائد يوشوا كيميش الذي خاض مباراته الرقم 100 مع "المانشافت" (48).
وأصبح كيميش اللاعب الرابع عشر في تاريخ المنتخب الالماني الذي يصل إلى هذا الرقم من المباريات الدولية، لكنه الوحيد من بين كل هؤلاء اللاعبين لا يملك لقب كأس العالم في سجلّه.
بعدها دفع مدرب البرتغال الاسباني روبرتو مارتينيس بالثلاثي كونسيساو وفيتينيا وسيميدو مكان روبن نيفيش وترينكاو وجواو نيفيش (58)، وقد نجح الأول في إدراك التعادل بعد خمس دقائق من دخوله بمجهودٍ فردي رائع حين انطلق من الجهة اليمنى ليسدّد كرة قوسية رائعة من خارج المنطقة إلى الزاوية اليمنى البعيدة لحارس مرمى برشلونة الاسباني مارك - أندريه تير شتيغن. علماً ان آخر فوز للبرتغال امام المانيا كان بفضل والده الذي سجّل "هاتريك" ضدها في كأس أوروبا 2000 (63).
وجاء الهدف الثاني بعد خمس دقائق فقط، إثر تبادلٍ للكرة بين برونو فرنانديش ونونو منديش، فتوغل الأخير داخل المنطقة ولعب تمريرة عرضية متقنة إلى رونالدو غير المراقب، والذي لم يتأخّر في إيداع الكرة بالشباك الخالية (68).
وكان هذا الهدف الرقم 937 في مسيرة رونالدو مع الأندية والمنتخب والـ 137 على الصعيد الدولي، ليعزّز رصيده كأكثر اللاعبين في تاريخ اللعبة تسجيلاً مع المنتخب. كما أنه بات اول لاعبٍ أوروبي يسجّل هدفين دوليين بعد تخطيه الأربعين من العمر.
أمرٌ دفع زميله لاعب الوسط برناردو سيلفا الى الاشادة بطموحه المتواصل قائلاً: "لا أعرف كم عمره، أعتقد أنه يبلغ نحو الأربعين. ليس من السهل أبداً أن تظل متعطشاً لتحقيق المزيد كل يوم". وأضاف: "نحن سعداء جداً بوجوده معنا".
هذا، وكان البديل كريم أدييمي قريباً من معادلة النتيجة عندما سدد كرة قوية ارتدت من القائم الأيمن للمرمى (83).
واعترف مدرب ألمانيا يوليان ناغلسمان بأن هذه "الخسارة كانت مستحقة. لقد أهدرنا المباراة في الشوط الأول. افتقرنا إلى الخشونة الدفاعية التي أظهرناها في المباريات الأخيرة".