جولة في “راش غرين”: القلب النابض لنادي وست هام يونايتد

بعيداً من زحمة المدينة هناك واحةٌ خضراء مميّزة تستقر في شرق العاصمة البريطانية لندن. إنه مركز تدريب “راش غرين” الذي يُعتبر القلب النابض لنادي وست هام يونايتد. هناك وبعيداً من الضوضاء وضجيج ملاعب المباريات، يُعدّ هذا الصرح الفريد من نوعه المطبخ الخاص بالنادي اللندني العريق. هناك تُوضع الاستراتيجيات والتكتيكات، وتجرى التدريبات بطريقةٍ علمية لتعزيز الفنيات واللياقة البدنية. كما أن "راش غرين" هو المكان الذي يعزّز الترابط بين العائلة الواحدة لنادي وست هام أي بين اللاعبين، المدربين، الإدارة والعاملين. هناك الكل يعمل كفريقٍ واحد. بالفعل بالنسبة الى أي عاشق لكرة القدم، الجولة في "راش غرين" مسألة استثنائية وفرصة لا تتكرّر لاستكشاف كواليس العمل داخل نادٍ من أشهر الأندية في الدوري الإنكليزي الممتاز.

يومٌ في "راش غرين"

أول ما يلفت الأنظار عند الوصول الى "راش غرين" هو التنظيم الدقيق لعملية الدخول والإجراءات المدروسة التي لا تشكّل عائقاً امام الزائر بل تسهيلاً لعمله. مدخل المبنى الرئيسي يتزيّن بشعار النادي الشهير بالألوان العنابية والزرقاء، فيستقبل الزوار بجدار مليء بصور أساطير وست هام، أمثال بوبي مور، "السير" تريفور بروكينغ، والإيطالي باولو دي كانيو. كل وجه من الوجوه التي دافعت عن قميص الفريق وتألقت معه موزّعة في ارجاء المكان. يحتوي "راش غرين" على مرافق تضاهي أفضل المراكز التدريبية في أوروبا. مع أحد العاملين المتخصّصين الذي يعرف زوايا وخبايا المقرّ، تبدأ الجولة من المطعم الخاص بالنادي حيث تُحضّر الاطباق للاعبي الفريق الأول والفرق الرديفة، وكل المتواجدين، وبينهم في ذاك اليوم كان النجم التشيكي السابق فلاديمير سميتشر الفائز مع ليفربول بلقب دوري ابطال أوروبا عام ٢٠٠٥، حيث كان في زيارةٍ الى مواطنه نجم خط وسط "المطارق" توماس سوتشيك. وفي الرواق القريب من المطعم، تجدّ مكتب المدير الفني (غراهام بوتر) وغرفة التكتيكات، حيث يقوم محللو الفريق بمراجعة لقطات المباريات وإعداد اللاعبين باستخدام البيانات والرسوم المرئية استعداداً للمباريات المقبلة. هذا العمل يتمّ بالتعاون مع المدير الفني الذي يدخل في عمق التخطيط الاستراتيجي على أعلى المستويات بهدف تقييم أداء ومستوى لاعبيه خلال التمارين وفي المباريات السابقة من اجل اختيار الأنسب منهم للمباراة المقبلة. كل شيء مبهر في "راش غرين"، من صالات اللياقة البدنية وغرف الاستشفاء المجهّزة بأحدث الأجهزة، بما في ذلك غرف العلاج بالتبريد وأحواض العلاج المائي، الى مكتبٍ يؤمّن المساعدة لأي لاعبٍ وافدٍ حديثاً الى لندن من اجل الحرص على استقراره وعلى راحة عائلته بغية تأمين الجو النفسي المناسب له لكي يؤدي مهمته على أكمل وجه. فعلاً يبدو مدهشاً مدى حجم الجهود المبذولة لضمان إخراج الأفضل من اللاعبين الذين يملكون مساحتهم الخاصة، وهي غرفة مجهّزة بوسائل ترفيه مثل العاب "البلاي ستايشن" وغيرها، حيث يجتمعون ولا يحق لأي احدٍ آخر، حتى المدير الفني ومدير الفريق، الدخول الى غرفتهم.

الملاعب الحلم

من داخل "راش غرين" الى المساحة الهائلة في الخارج، حيث الملاعب الخضراء المخصّصة لتدريبات الفريق الأول، وهي ٤ ملاعب بحجم الملاعب الدولية لناحية المساحة، ويتمّ الحفاظ عليها بعنايةٍ فائقة لكي تماثل أرضيتها تلك الخاصة بملعب لندن حيث يخوض الفريق مبارياته في الدوري الإنكليزي. أما الى جانب مناطق التدريب الخارجية، يوجد مرفق داخلي مغطى بعشبٍ صناعي، ما يضمن استمرارية التدريبات في ظل الظروف الجوية المتقلّبة غالباً في إنكلترا. كما يجاور هذه الملاعب ملعباً آخر لتدريبات ومباريات الفئات العمرية، وهناك كانت التجربة المثالية بإرتداء ملابس التدريب وخوض حصةٍ كاملة مع احد مدربي النادي، فتعيش حياة اللاعب بكل تفاصيلها، وتعرف تماماً مدى الجهد الذي يبذله نجوم وست هام من اجل البقاء في أعلى درجات الجهوزية. بإختصار زيارة "راش غرين" ليست مجرد جولة بل هي تجربة تزيد حب اللعبة الجميلة في قلب الزائر.