أقوى “دربي” في لندن سنشهده مجدداً في نهاية الأسبوع الحالي. هو كذلك بالتأكيد، اذ ان مواجهة توتنهام هوتسبر وأرسنال هي اكثر مباراة في تاريخ الدوري الإنكليزي تشهد تسجيل الفريقين، بمجموع 43 مباراة.
هي الأكثر اثارة ايضاً كونها أكتر مباراة في تاريخ الدوري لم يفز فيها الفريق الذي سجّل أولاً.
فعلاً الاثارة مضمونة لان هذه المواجهة هي اكثر مباراة احتُسبت فيها ركلات جزاء للفريقين، بمجموع 26 بنالتي.
ببساطة يوجد كل شيء ممكن في هذا الـ “دربي” الذي خسره توتنهام 5 مرات في آخر 7 مباريات جمعت الفريقين، بينما تمكن ارسنال من الخروج بالنقاط الكاملة في آخر زيارتين له الى ملعب “توتنهام هوتسبر ستاديوم” الخاص بغريمه، وفي آخر 9 مباريات من أصل 10 خاضها بعيداً من ملعبه.
بطبيعة الحال الصراع بين أرسنال وتوتنهام قديم ويعود الى بدايات القرن الـ 20، اذ بدأت العداوة الحقيقية بينهما عام 1913، عندما قرر “الغانرز” نقل مقرهم من جنوب العاصمة الإنكليزية لندن إلى شمالها، حيث يوجد معقل “السبرز”.
وكان أرسنال قد تأسس عام 1886 في جنوب العاصمة لندن، وقبله بأربعة أعوام (1882) ظهر جاره توتنهام في شمالها، وتسبّب قرار “المدفعجية” في الانتقال من الجنوب إلى الشمال بإثارة غضب “السبرز” بسبب مخاوف لديه من إمكانية خسارة شعبيته لمصلحة “المدفعجية”، وهو ما حصل بحسب بعض المصادر بفعل النجاحات التي حققها الفريق الاحمر، وخصوصاً في العصر الحديث للعبة بإحرازه كل الالقاب الممكنة في الكرة الانكليزية.
لكن مصادر اخرى تنفي هذا الامر فتقول ان قرار نقل ملكية مقر نادي أرسنال من الجنوب إلى الشمال لم يتسبّب اطلاقاً في تراجع شعبية توتنهام بشكل كبير بسبب تفوّق فني بل ان المشكلة وقعت بالفعل بعد تأهل أرسنال إلى دوري الدرجة الأولى الإنكليزي عام 1904.
في نفس العام قرر رجل الأعمال هنري نوريس شراء النادي، وكان قراره الأول هو نقل مقره وملعبه إلى مكانٍ آخر، ولم يجد أفضل من شمال العاصمة ليبدأ رحلة إعادة بناء “المدفعجية”، معتبراً ان عزلة النادي الجغرافية تسبّبت في انخفاض مشجعيه ومشاهدي مبارياته مقارنة بالأندية الأخرى في المسابقة، وهو أمر أغرقه في الأزمات المالية ليعلن إفلاسه رسمياً عام 1910.
وبالفعل انتقل النادي من ملعب “مانور غراوند”، إلى “ملعب أرسنال هايبري”، على بُعد 4 أميال فقط من “وايت هارت لاين” معقل توتنهام اي في منطقة كان يعتبرها “السبرز” وعشاقه ضمن منطقة نفوذهم.
كما يوجد سببٌ آخر يفسّر العداوة الدائمة بين أرسنال وتوتنهام، وهو أن إدارة “المدفعجية” قامت بوضع فوهة المدفع في شعار الفريق، وكان اتجاه الفوهة نحو الشرق مطلع عشرينيات القرن الماضي، ولكن الاتجاه تحوّل إلى الغرب صوب الجار توتنهام عام 1925، مما أثار حفيظة النادي الأبيض.
واشتعلت العدواة أكثر بسبب انتقال بعض اللاعبين بين الفريقين بشكل مباشر على غرار قلب الدفاع الدولي السابق سول كامبل الذي انتقل في عام 2001 من توتنهام الى أرسنال، فأطلق عليه جمهور “السبرز” لقب يهوذا، متهماً اياه بالخيانة العظمى، فكان هذا اللاعب في قلب العديد من البطولات التي احرزها فريقه الذي يتهكّم جمهوره دائماً على جاره الذي عجز عن الفوز بلقب الدوري الانكليزي الممتاز او اي لقبٍ كبيرٍ آخر.
وكان أول لقاء بين الفريقين في 4 كانون الاول/ديسمبر عام 1909 ضمن منافسات الدوري الانكليزي وانتهى بفوز أرسنال بنتيجة 1-0.
ويعدّ أرسنال الأكثر فوزاً بـ “دربي” شمال لندن، وصاحب اكبر نتيجة فيه، وذلك عندما فاز 6-0 في عام 1935.
ويعتبر التوغولي إيمانويل أديبايور الهداف التاريخي لهذا “الدربي” بتسجيله 10 أهداف؛ منها 8 أهداف بقميص أرسنال وهدفين بقميص توتنهام هوتسبر.
تبحث عن أفضل طريقة للاستمتاع بديربي شمال لندن هذا الأسبوع؟ بيتواي هو موقع الرهانات الإلكتروني الأمثل في لبنان، سواء كنت تدعم فريقًا للفوز، تتوقع ركلة جزاء، أو تراهن على أول هدف، بيتواي تقدم لك تجربة آمنة وسلسة.