أسود إنجلترا يكتبن التاريخ من جديد: إرثٌ متجدد لكرة القدم النسائية

عندما تُوج منتخب إنجلترا للسيدات بلقب يورو 2025 للمرة الثانية على التوالي، وهذه المرة على أرض محايدة في سويسرا، لم يكن الأمر مجرد انتصار رياضي، بل كان امتدادًا لحركة اجتماعية ورياضية أحدثت تغييرًا جذريًا في مكانة كرة القدم النسائية.

منذ فوزهن التاريخي في يورو 2022، شهدت كرة القدم النسائية في إنجلترا قفزات نوعية. أعداد الجماهير ارتفعت بشكل غير مسبوق، وسجل نادي آرسنال حضورًا قياسيًا في أول مباراة بعد البطولة بلغ أكثر من 47,000 مشجع، في حين ارتفعت العائدات بنسبة 34% خلال موسم 2023-2024، لأول مرة تجاوزت فيها إيرادات كل نادٍ حاجز المليون جنيه إسترليني.

أما على مستوى المدارس، فقد أعلنت الاتحاد الإنجليزي أن أكثر من 129,000 فتاة انضممن إلى برامج كرة القدم في المدن التي استضافت البطولة، في حين تم تسجيل 1,500 فريق نسائي جديد. وتم تجديد عقد الرعاية مع Barclays بقيمة 45 مليون جنيه، كما وقع عقد بث جديد مع BBC وSky Sports حتى عام 2030.

لكن رغم الإنجازات، شددت المدربة سارينا ويغمان: “لم نصل بعد إلى الهدف.” اللاعبات يستخدمن شهرتهن للدفع نحو التغيير؛ من رسالة لوت ووبن-موي للحكومة للمطالبة بتكافؤ الفرص في الرياضة المدرسية، إلى موقف الحارسة ماري إيربس الذي أجبر شركة Nike على توفير قمصان حراس المرمى للنساء.

وعندما تعرضت جيس كارتر لإساءة عنصرية عبر الإنترنت خلال اليورو الأخير، قررت اللاعبات التوقف عن الركوع قبل المباريات، معتبرات أن الإيماءات لم تعد كافية، داعيات لأساليب أقوى لمكافحة التمييز.

رغم تقدم الدوري الممتاز للسيدات، ما زال أغلب الأندية يعتمد على دعم الفرق الرجالية. ومع ذلك، تدخل لندن سيتي ليونيزيز التاريخ كأول فريق في الدرجة الأولى لا ينتمي لنادٍ رجالي. هذا في وقت انسحبت فيه أندية مثل بلاكبيرن وريدينغ من المنافسات بسبب صعوبات مالية.

رئيس الاتحاد مارك بولينغهام أكّد أن النجاح في يورو 2025 سيعزز نمو اللعبة شعبيًا وماليًا، قائلًا: “حتى تصل أعداد اللاعبات لمستوى الذكور، لا يزال أمامنا عمل طويل.”

النجمة جورجيا ستانوواي قالتها بوضوح: “لسنا مضطرات للفوز دائمًا كي نصنع التغيير، لكن الفوز يمنحنا مفاتيح أبواب لم تكن متاحة من قبل.”
تابعوا بيتواي أرابيا لأحدث الأخبار والمستجدات حول كرة القدم النسائية وبطلاتها الملهمات.